الحجامة بدودة العلقة 90001907
يقول ابن منظور في لسان العرب العَلَقُ:
(دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان، والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب.. وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه)
يقول ابن القف في كتابه الجراحة:
(العلق جذبه للمواد الدموية ابلغ من جذب الحجامة ولو انه أقل من الفصد، ومن العلق ما طبعه السمية ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية وتصاد قبل يوم أو يومين ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في أجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد حتى إذا امتلأت أجوافها تسقط ويعلق غيرها إذا لزم الأمر.. بعد ذلك تعلق المحاجم على مواضعها وتمص مصا قويا لجنب الدم المتبقي في الموضع
العلق واسمها العلمي (HIRUDO MEDICINALIS) هي دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن (الجلد), تمتص الدم ومنها ما هو سام لا يستخدم في الطب، أما غير السام فيجوّع ليوم أو يومين في ماء عذب بعد أن يفرّغ ما بجوفها من غذاء, ثم يطلق على الجلد ليمتص الدم من مواضع الاحتقان, حتى إذا امتلأ جوفها سقطت, ويعلق غيرها إذا لزم الأمر على أن لا يزيد ذلك عن 4 دويدات في كل جلسة علاجية وهذه العلقات تعدم بعد أن تستخدم لمرة واحدة،
وهذه الدويدة تفرز مواد قاتلة للألم ومسيلة للدم تمنع تخثره. وبذلك يسهل على هذه الدويدة مص الدم ,ففي باريس سنة 1829 استعمل 5-6 مليون علقه لمص 85 ألف لتر من الدم
وتربى العلقات في مزارع خاصة معقمة لضمان سلامتها وخلوها من الأمراض وسوقها الآن رائجة ولها مزارع خاصة في كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا, وتقدر تجارتها بملايين الدولارات حيث كان سعر الواحدة منها سنة 2002 قد قدّر بعشرة دولارات..
ومفعول الحجامة بالعلق أفضل منه بالكاسات وأسرع تأثيراً لأن جذبها للمواد الدموية أبلغ ولها مقدرة طبيعية على تحسس مواضع الاحتقان وبالتالي مص الدم المحتقن ولكن أكثر ما تستخدم ألان على المناطق قليلة اللحم مثل الأنف والأذن آو حيث يتعذر وضع كأس الحجامة.. ولا تزال هذه الطريقة تستخدم في معظم دول العالم حتى يومنا هذا، ومع ذلك استعمالها له محاذير كثيرة من ناحية انتقال الأمراض أو من ناحية سمّيتها